تسجيل الدخول

نهج زايد في العطاء

أبوظبي , 2015 Jan 08
عندما نحتفى بعام زايد ندرك تماماً أننا نقف عند سيرة قائد عظيم صنع الأمل بين أبنائه ووحد الصف والكلمة، وقدم الكثير لأمته وشعبه وغرس في نفوسهم الخصال الطيبة والقيم السمحاء النبيلة، نقف عند سيرة رجل شيد بنيان وطن وأسس أركان دولة حديثة، فنال بذلك احترام وتقدير شعبه والعالم بأسره.

تمر علينا ذكرى مئوية الشيخ زايد وتلك السنوات التي غيرت خارطة الزمان وجعلت من الوحدة واقعاً حقيقياً وتجربة قل نظيرها في التاريخ الحديث، فقبل أن يوحد زايد تراب الوطن وحد القلوب والعقول تحت راية الحكمة والعدل والمساواة.

لم يتوان الشيخ زايد يوماً عن نصرة كل من يلجأ إليه فكان "رحمه الله" ملاذاً لكل محتاج فعمل ببصيرته الثاقبة على مأسسة العطاء للحفاظ على هذا النهج الأصيل بين أبناء شعبه من بعده فكان له ما أراد.

وبالتزامن مع إنشغاله بإقامة دولة موحدة قوية كان يُعلن عن تأسيس صندوق أبوظبي للتنمية لتعكس هذه المؤسسة الوطنية الراسخة فكره ومقولته الخالدة "إننا نؤمن بأن خير الثروة التي حبانا الله بها يجب أن يعم أصدقاءنا وأشقاءنا"، فكانت هذه المقولة عملاً يطبق ونهجاً يحتذى في المبادرة والعطاء، هذا هو نهج زايد الذي تعلمناه وورثناه وآمنا به .

لقد ربط الشيخ زايد سعادة شعبه وتقدمه ونمائه بسعادة شعوب الدول الأخرى، فكانت دولة الإمارات العربية المتحدة هذه الدول الرائدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "حفظه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة تحافظ على تلك المبادىء وتعززها وتساهم في بناء الإنسان حيثما كان لا تنتظر ثناءً من أحد ولا تبحث شيء سوى تحقيق التنمية للإنسان دون النظر إلى عرقه أو مذهبه أو لغته ودينه وانما تسعى إلى توفير احتياجاته الأساسية من تعليم وصحة وسكن كريم وخدمات البنية التحتية لتطويره وتحقيق التنمية المستدامة له.

هذه هي رسالة صندوق أبوظبي للتنمية التي يحرص سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على متابعة تنفيذها فبجهود سموه وجميع العاملين تضاعف نشاط الصندوق التنموي عدة أضعاف منذ تأسيسه عام 1971، حيث ساهمت آلاف المشاريع التنموية التي مولها الصندوق والمبادرات النوعية في تحقيق التنمية المستدامة بالدول النامية، إضافة إلى المساهمة بشكل فعال إلى جانب مؤسسات المجتمع الدولي في التصدي لأكثر التحديات الإنمائية صعوبة وعلى رأسها تخفيف الفقر العالمي، وخلق فرص العمل ومساعدة الشعوب على العيش ضمن ظروف بيئة سليمة تحقق لهم متطلبات الحياة الكريمة.

رسالة الشيخ زايد التي عاش من أجلها غرست فينا حب العطاء فسيرته العطره تحفزنا دائماً وتمنحنا القوة في التغلب على كل التحديات ومواصلة دورنا التنموي لتبقى دولة الإمارات العربية المتحدة رمزاً للعمل التنموي العالمي وملاذاً لكل محتاج.