تسجيل الدخول

صندوق العيش والمعيشة" يعتمد 99 مليون دولار لمشاريع إنمائية رائدة في أفريقيا

جدة, 2017 May 22
وقع كلٌ من صندوق العيش والمعيشة والبنك الإسلامي للتنمية اتفاقية تمويل بقيمة 99 مليون دولار مع حكومات بوركينا فاسو، ومالي، والسنغال لتمويل مشروع تنمية الرعي المستدام في منطقة الساحل الأفريقي والذي يستهدف دعم الأمن الغذائي الإقليمي والارتقاء بمستوى معيشة مليون شخص من أبناء هذه المنطقة الواقعة غرب أفريقيا.

ويعد هذا المشروع أول المشاريع الإنمائية العابرة للحدود التي ينفذها صندوق العيش والمعيشة الذي كان قد خصص أكثر من 600 مليون دولار لمشاريع البنية التحتية في المناطق الريفية، وتعزيز الإنتاجية الزراعية، والقضاء على الأمراض المعدية خلال العام المنصرم في منطقتي شمال أفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وسيضع المشروع إطار عملٍ إقليميٍ لمساعدة مربي الماشية - من أصحاب الحيازات الصغيرة - والرعاة في منطقة الساحل الأفريقي على تحسين فرص الوصول إلى الأسواق، مع التركيز بصفةٍ خاصةٍ على إنتاج الماشية والحيوانات المجترة الصغيرة. كما سيعزز المشروع من قيمة المزارع العائلية الريفية، ويجعل الأطعمة الغنية بالمغذيات أقل تكلفةً، ويدعم صحة الماشية وإنتاجيتها.

وتشير التقديرات إلى أن حوالي 50 مليون شخص يعتمدون على الرعي لتأمين قدرٍ كبير من متطلباتهم المعيشية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث يتواجد نصفهم تقريبًا في منطقة الساحل الأفريقي وتخوم الصحراء الكبرى، ويعتبر 70 في المائة منهم فقراء حسب تصنيف البنك الدولي.

وفي هذا السياق، أوضح سعادة الأستاذ ماهر الحضراوي، مساعد المشرف العام للعمليات والبرامج في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ورئيس المجلس التنفيذي لصندوق العيش والمعيشة في دورته السنوية الأولى، أن الفضل في توفير التمويل لهذا المشروع يعود إلى الإطار المبتكر الذي اعتمده الصندوق للتمويل الميسر، والذي يمزج بين التمويل التقليدي من البنك الإسلامي للتنمية والمنح المقدمة من المؤسسات المانحة للصندوق. وقد تم توقيع الاتفاق مع حكومة دولة مالي في أعقاب الاجتماع السنوي الثاني والأربعين لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية.

ويهدف صندوق العيش والمعيشة، الذي يعد أكبر مبادرة تنموية متعددة الأطراف من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى التخفيف من وطأة الفقر في البلدان الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية من خلال تقديم تمويلات بقيمة 2.5 مليار دولار لدعم مشاريع موجهة لمكافحة الفقر في عدة قطاعات هي الصحة والزراعة والبنية التحتية الريفية على مدى خمس سنوات. وكان الصندوق قد أقر تمويل مشاريع بقيمة 363 مليون دولار خلال دورته السنوية الأولى عام 2016، إضافةً إلى تمويلٍ آخر بقيمة 242 مليون دولار خلال عام 2017 خُصصت لمشروعات جديدة في عدة بلدان.

وقال الحضراوي: "تقع منطقة الساحل غرب أفريقيا، وهي بحاجةٍ ماسة للحصول على التمويل لدفع عجلة نموها الاقتصادي وتحسين معيشة سكانها. ويمثل هذا المشروع العابر للحدود أحد أبرز إنجازات صندوق العيش والمعيشة؛ فهو أكبر مشروع تم توقيعه حتى الآن، كما أنه يسعى وللمرة الأولى للتأثير في عدة بلدان بشكلٍ متزامن، ويستفيد منه مليون شخص في ثلاث دول هي بوركينا فاسو ومالي والسنغال، مع تركيزه بصفةٍ خاصةٍ على دعم صغار رعاة ومربي الماشية والحيوانات المجترة الصغيرة ومساعدتهم على تحسين إنتاجيتهم".

وأضاف: "يدل هذا المشروع على الطابع العالمي لصندوق العيش والمعيشة الذي يعد أكبر مبادرة تنموية متعددة الأطراف من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تشكلت كثمرةٍ لتعاون مجموعةٍ من أكبر المنظمات الإنمائية والإنسانية في المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة. ويتبنى الصندوق استراتيجية عابرةً للحدود تسعى لتقديم حلٍ إقليمي للتحديات الإنمائية في بلدان العالم الإسلامي".

من جانبه، قال سعادة خليفة بن جاسم الكواري، المدير العام لصندوق قطر للتنمية: "حقق صندوق العيش والمعيشة تقدمًا كبيرًا في مهمته الرامية إلى مساعدة سكان بلدان العالم الإسلامي الأشد فقرًا على التمتع بحياة أكثر صحة وإنتاجية من خلال الاستثمار في قطاعات الصحة والزراعة والبنية التحتية الأساسية. ويسعدنا العمل مع حكومات بوركينا فاسو ومالي والسنغال لإنجاز أول مشروع تنموي عابر للحدود ينفذه الصندوق، حيث نسعى من خلاله لمساعدة سكان منطقة الساحل الأفريقي على الاستفادة من فرص التنمية الاقتصادية وإيجاد سبل عيش تحقق لهم الاكتفاء الذاتي وبالتالي التخفيف من وطأة العزلة التي يعيش فيها الملايين من سكان هذه المنطقة".

وقال سعادة محمد سيف السويدي، مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية: "يمثل هذا المشروع الاجتماعي والاقتصادي المهم الذي ينفذه صندوق العيش والمعيشة إنجازاً كبيراً يُحسبُ للصندوق، ويأتي كمكمل وداعم قوي للجهود الرامية إلى تأمين الاحتياجات الغذائية وتحسين مستويات المعيشة لمن هم في أمس الحاجة إليها. وسيعود مشروع تنمية الرعي المستدام في منطقة الساحل الأفريقي، الذي يعد الأول من نوعه بالنسبة للصندوق، بآثار إيجابية على ثلاثة بلدان مختلفة وسيستفيد منه أكثر من مليون شخص من سكان هذه المنطقة".

وأضاف: "إلى جانب الدور الكبير الذي سيلعبه في دعم العائلات العاملة في مجال الرعي وتربية الماشية، سيسهم هذا المشروع العابر للحدود في خلق فرص عمل جديدة ضمن القطاع وبالتالي المساهمة في دفع عجلة النمو المستدام على المدى الطويل لمنطقة الساحل في غرب أفريقيا".

وقال حسن الدملوجي، رئيس علاقات الشرق الأوسط لدى مؤسسة بيل ومليندا غيتس: "يعطي صندوق العيش والمعيشة الأولوية للمشاريع التي تحقق أكبر قدرٍ من العائد مقابل كل دولارٍ يتم إنفاقه فيها وتحسن حياة المجتمعات الأشد احتياجًا في أنحاء العالم الإسلامي، ويعد مشروع تنمية الرعي المستدام في منطقة الساحل الأفريقي مثالًا حيًا على ذلك. فالرعي أحد الاقتصادات المهيمنة في منطقة الساحل الأفريقي، وله تأثيرٌ كبيرٌ على الاستقرار والأمن الغذائي الإقليميين. ويأخذ هذا المشروع بعين الاعتبار طبيعة عمل الرعاة التي تتطلب التنقل الدائم، ونأمل أن يستفيد منه أيضاً العديد من المنتفعين الثانويين بمن فيهم مقدمو الخدمات بالقطاعين العام والخاص".

يتألف رأسمال الصندوق، الذي يديره البنك الإسلامي للتنمية، من ملياري دولار كتمويل مقدم من البنك إضافةً إلى 500 مليون دولار على شكل منح مقدمة من المؤسسات المانحة. ونجح الصندوق حتى الآن بجمع 400 مليون دولار من المنح المقدمة من: مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (100 مليون دولار)، وصندوق قطر للتنمية (50 مليون دولار)، وصندوق أبوظبي للتنمية (50 مليون دولار)، وصندوق التضامن الإسلامي للتنمية (100 مليون دولار)، ومؤسسة بيل ومليندا غيتس (100 مليون دولار).