انسجاماً مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، بتخصيص عام 2025 ليكون "عام المجتمع" تحت شعار "يداً بيد"، نفّذ صندوق أبوظبي للتنمية سلسلة من المبادرات الاستراتيجية الهادفة إلى تعزيز التماسك المجتمعي، وتمكين الشباب، ودعم مسارات التنمية المستدامة، بما ينسجم مع الأجندة الوطنية لدولة الإمارات وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وفي إطار التزامه المستمر بترسيخ مفاهيم الشمولية والتفاعل المجتمعي، تعاون الصندوق مع مؤسسة معاً لإطلاق مبادرة "الوحدة في التنوع"، التي عزّزت قيم التضامن والتبادل الثقافي والانسجام الاجتماعي في المجتمع الإماراتي، وشكّلت منطلقاً لجهود أوسع تستهدف تلبية احتياجات مجتمعية متنوعة وتعزيز الروابط بين مختلف فئات المجتمع.
وتعزيزاً للبعد الإنساني في مبادراته، دعم صندوق أبوظبي للتنمية مؤسسة "تحقيق أمنية" بمناسبة اليوم العالمي لمرضى السكري، من خلال تحقيق أمنيات 11 طفلاً من المصابين بداء السكري من النوع الأول. وجاءت هذه المبادرة بالتعاون مع مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري والغدد الصماء ومركز هيلث بلس للسكري والغدد الصماء التابع لمجموعة M42، بما أسهم في إدخال البهجة إلى نفوس الأطفال وتحقيق أثر إنساني وجداني مستدام.
وفي سياق دعم المجتمع وتمكين فئة الشباب، تعاون الصندوق مع مؤسسة الإمارات لإطلاق مبادرة "أبطال الغد"، تماشياً مع إعلان عام 2025 "عام المجتمع"، حيث شملت المبادرة تجهيز وتوزيع 500 حقيبة مدرسية على الطلبة من الأسر ذات الدخل المحدود مع بداية العام الدراسي، في خطوة تعكس التزام الصندوق بالمسؤولية المجتمعية، ودعم التعليم، وترسيخ ثقافة التطوع والانتماء الوطني.
وبالتوازي مع مبادراته الاجتماعية، أولى صندوق أبوظبي للتنمية أهمية خاصة للاستدامة البيئية بوصفها ركناً أساسياً من أركان التنمية المجتمعية، حيث قدّم دعماً مالياً لهيئة الإمارات للطبيعة (الصندوق العالمي للطبيعة)، لتنفيذ ورش تفاعلية وأنشطة مدرسية ضمن إطار "عام المجتمع"، بهدف رفع الوعي البيئي لدى الطلبة، ودعم جهود الحفاظ على البيئة، والمساهمة في تحقيق الأجندة الوطنية الخضراء 2030.
كما وسّع الصندوق اهتمامه بالابتكار وتمكين الشباب من خلال تنظيم معرض الاستدامة والابتكار في مقره بأبوظبي، تزامناً مع شهر الابتكار في دولة الإمارات. واستعرض المعرض مشاريع بحثية لطلبة مدرسة مريم بنت عمران، شملت تطبيقات مبتكرة للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة لمعالجة تحديات عالمية، من بينها أبحاث مرتبطة بالعمى ومرض الزهايمر والفشل الكلوي، وحلول لرفع كفاءة الطاقة في المباني الشاهقة، ومنتجات صديقة للبيئة من مواد معاد تدويرها، وتقنيات ذكية للمحميات الطبيعية وتنقية المياه، إلى جانب نموذج أولي لمركبة تعمل بالهيدروجين.
وفي إطار ترسيخ قيم التكافل الاجتماعي، واصل الصندوق خلال شهر رمضان المبارك دعمه للمبادرات الإنسانية، حيث تعاون مع مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية ضمن مبادرة "إفطار 3"، لتوفير وجبات الإفطار للأسر المستحقة، وتعزيز ثقافة العطاء والتضامن المجتمعي. كما شارك في مبادرة "مير الرمضاني" بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، والتي شملت تجهيز وتوزيع طرود غذائية لدعم الأسر ذات الدخل المحدود طوال الشهر الفضيل.
وعلى الصعيد الداخلي، حرص صندوق أبوظبي للتنمية على تعزيز الروابط الأسرية وتنمية الإبداع لدى الأجيال الناشئة، من خلال تنظيم "بازار أسر الموظفين"، الذي أتاح لأبناء الموظفين عرض مواهبهم وأفكارهم الريادية في بيئة محفّزة وداعمة.
وفي سياق دعم الحوار الثقافي وتعزيز الوعي بالهوية الوطنية، تعاون الصندوق مع مركز الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للتواصل الحضاري لتنظيم ورشة تفاعلية هدفت إلى تعميق الفهم بالعادات والتقاليد الإماراتية، وتعزيز قيم الاحترام المتبادل والتبادل الثقافي.
وتؤكد هذه المبادرات مجتمعة التزام صندوق أبوظبي للتنمية بدوره التنموي والمجتمعي، وترسيخ نهج متكامل يجمع بين الابتكار والاستدامة والمسؤولية الاجتماعية، بما ينسجم مع رؤية أبوظبي 2030 ومئوية الإمارات 2071. ومن خلال هذه الجهود، يواصل الصندوق تنفيذ برامج مؤثرة تدعم النمو الشامل وتعزّز ازدهار المجتمع على المدى الطويل.
ومع التّطلع إلى المرحلة المقبلة، يجدّد صندوق أبوظبي للتنمية التزامه الراسخ بتوسيع نطاق مبادراته المجتمعية، وتعزيز دمج الابتكار والاستدامة وتمكين الشباب ضمن برامجه، إلى جانب تطوير شراكات جديدة مع مؤسسات محلية ودولية، وتوسيع قاعدة العمل التطوعي، وتبني حلول متقدمة قائمة على التكنولوجيا لمواجهة التحديات الاجتماعية والبيئية، بما يسهم في تعزيز التماسك المجتمعي ودعم رؤية دولة الإمارات في التنمية المستدامة والريادة العالمية في تمكين المجتمعات.